التوقيع على الخرائط الملاحية

التوقيع على الخرائط الملاحية

تُعرّف أعمال الخريطة على أنها فنّ وضع خط سير آمن للسفينة، وتوقيع الموقع والتأكد منه أثناء توجيه السفينة لخط السير المطلوب. وأعمال الخريطة هي من الأعمال الإلزامية التي من واجب كل ضابط ملاحة إتقانها.أضف إلى ذلك أنها من معايير الدرجة الأولى التي تحدد كفاءة الملاح. وكون هامش الخطأ في التوقيع على الخرائط غير مقبول، يتحتم على ضباط السطح الإحاطة التامة بهذا الفن بالشكل الصحيح.

 

النقاط الواجب أخذها بعين الاعتبار أثناء القيام بالتوقيع على الخرائط

لتفادي الأخطاء والقيام بالتوقيع على أفضل وجه:

1.تفقد مقياس الخريطة:

إن مقياس الخريطة لهو من أول الأشياء التي يجب التأكد منها قبل الشروع في استخدام الخريطة. فمقياس الخريطة يتم إرفاقه أسفل كل خريطة تحت اسمها.فبعد معرفة مقياس الخريطة من الضروري النظر لتدرجات خطوط الطول والعرض على طول الخريطة. وحالما يحيط الضابط بمقياس الخريطة تقل بالنتيجة احتمالات التوقيع الخاطئ بشكل كبير. وإضافة لتفقد مقياس الخريطة لا بد من تفقد مقياس العمق عليها أيضاً الذي قد يكون بالمتر و أجزاءه او القامة و أجزاءها و من الدير بالذكر ان الخرائط التي تستخدم المتر يكون البر فيها باللون الاصفر اما الخرائط التي تستخدم القامة يكون البر بها ملونا باللون الرمادي .

2.التدقيق في الملاحظات المرفقة بالخريطة:

حالما يتم التأكد من مقياس الخريطة من المفروض أن ينتقل الضابط لقراءة الملاحظات الأخرى المرفقة بها أسفل اسم الخريطة. فتلك الملاحظات تحتوي معلومات هامة فيما يتعلق بطبيعة الملاحة في المناطق التي تغطيها الخريطة. وقد تتضمن تلك المعلومات إفادات عن المناطق المشغولة بنشاط للغواصات أو السفن الحربية، ومعلومات حول الاستقبال على المخطاف بالإضافة لمناطق الصيد ومناطق فصل حركة المرور ومعلومات إضافية عن حطام السفن وبيانات المدر والقوانين الملاحية المحلية في تلك المنطقة.

3.تفقد رموز الخريطة والتأكد من معرفتها:

لا تقل أهمية تفقد المعلومات المرفقة بالخريطة عن فهم الرموز المستخدمة فيها. فبدون فهم الرموز الصحيحة ومعانيها، ينخفض مستوى الموثوقية للخريطة وتزداد في المقابل احتمالات الخطأ. وفي حال المرور بأي رموز لم يسبق رؤيتها يجب على الملاح في هذه الحال تفقد معناها في المطبوعات الملاحية في الكتاب 5011 المتعلق بشرح الرموز ومعانيها. وهذا يجعل من الضروري أثناء القيام بأعمال التوقيع إبقاء الكتاب 5011 في متناول اليد للاستناد عليه.

4. التأكد من تصحيحات الخريطة:

إن التصحيح الدوري للخرائط هو مسؤولية الضابط الثاني سواء إضافة التصحيحات الدائمة أو المؤقتة والتي يتم إرسالها بشكل أسبوعي عبر منشورات الآدميرالية Notices to Mariners. فالتصحيحات الدائمة تدون على الخريطة بالقلم الأحمر بينما تدون المؤقتة أو الابتدائية منها بقلم رصاص. كما يجب تحاشي توقيع خطوط سير السفينة فوق التصحيحات. فالتصحيحات البدائية والمؤقتة معرضة للمحي كونها تدون بقلم رصاص وتميل للتلاشي بمرور الوقت. ويعتبر تفقد التصحيحات من وقت لأخر فيما إذا كانت محدّثة أمرا ضروريا، ويكتب عادة تاريخ التصحيحات في الجانب الأسفل من الخريطة.

مقالات ذات صلة:

كيفية تصحيح الخرائط الملاحية على ظهر السفن.

طرائق تحديث الخرائط الملاحية على ظهر السفن.

 

5. الاستفادة من التوقيع بواسطة GPS:

يمكن الاستعانة بجهاز GPS للتوقيع مباشرة على كل خرائط الآدميرالية البريطانية الجديدة كون جميع المواقع تبقى في المسند الجيوديزي العالمي لجهاز GPSWGS_84 Datum .* فالمواقع المأخوذة من GPS تتميز بدقة لا تتجاوز فيها نسبة الخطأ 50 متراً. وذلك لا يعني أنه يمكن الاعتماد على جهاز GPS في جميع حالات الملاحة فلا يجب الاعتماد عليه بشكل مطلق في المناطق القريبة جدا من الساحل أو في المياه المحدودة كون الإبحار في تلك المناطق يعتبر خطيراً، كالملاحة أيضا في المياه الضحلة وبجانب الجبال التي يعتبر فيها الخطأ الناجم عن تعدد المسارات ممكن الحدوث وهذا السبب الذي يجعل دقة الجهاز تزداد سوءاً.

6. التوقيع بواسطة الرادار:

يعتبر توقيع المواقع بواسطة جهاز الرادار الطريقة الأكثر موثوقية في حال الإبحار في المياه القريبة من الساحل.فالمواقع المأخوذة بواسطة أغراض الرادار المرئية كالفنارات اللاسلكية لجهاز الرادار RaconوRamark. فهذان الفناران اللاسلكيان يجب أحاطتهما بدائرة باللون الأحمر على الخريطة كما يمكن تمييزهما بسهولة على جهاز الرادار أيضاً. ومن الضروري التأكد من إدراك تلك الفنارات على الخريطة واستخدامهم في توقيع الموقع. كما يغدو تمييز فنارات الرادار أثناء رسم خطوط السير عاملا مساعداً لتوقيع المواقع.

7. أخذ المواقع بالرصد البصري:

إن توقيع المواقع باستخدام الرصد البصري يزود الملاح بمواقع ذات موثوقية أثناء الإبحار بالقرب من البر. ويمكن أخذ تلك المواقع برصد الفنارات والمساعدات الملاحية الأخرى، فمن الممكن الحصول على اتجاهات تلك الاهداف باستخدام العزيمة Azimuth ring ومن الضروري توقيع اتجاهات الأهداف بعد رصدها بأسرع مايمكن للحصول على أفضل توقيع للموقع على الخريطة. وفي حال استخدام ثلاثة اتجاهات سيكون موقع السفينة في نقطة ما داخل المثلث المتشكل،مثلث الخطأ،نتيجة رصد الأهداف الثلاثة، ويبقى أخذ الزوايا العمودية من الأهداف بالنسبة لبعضها البعض من أفضل طرق أخذ المواقع المحددة بالرصد البصري.

8. التوقيع باستخدام دائرة الموقع أو خط الموقع:

تُعرف دائرة الموقع بالدائرة المأخوذة من الهدف بوصفه مركز هذه الدائرة ويمثل نصف قطر هذه الدائرة مداه عن السفينة. بينما يُعرف خط الموقع بالخط المأخوذ من الهدف بالنسبة لاتجاهه من السفينة، فموقع السفينة بهذه الحال سيكون على ذلك الخط. فالموقع المحدد يمكن الحصول عليه باستخدام كلا طريقتي الرصد سواء دائرة الموقع أو خط الموقع بمعنى أنّ الموقع يمكن توقيعه باستخدام تقاطع دائرتي موقع أو خطي موقع. وكلما زادت أساليب التوقيع على الخريطة كلما ازدادت دقة الموقع على الخريطة. إذ أن مسافة الأهداف التي يتم رصدها بواسطة الرادار بثلاث دوائر موقع تعطي أدق توقيع ممكن. وفي حال لم يتوافر إلا هدف واحد من الممكن أن يعتمد الملاح على طريقة "الموقع بالتجربة".

وبشكل عام على الملاح أثناء توقيع مواقع على الخريطة أن يلم بطرق التوقيع المختلفة على الخريطة ويستخدم الأكثر ملائمة لمصادر الرصد المتاحة لديه.

إن أعمال الخريطة هي من الأعمال التي تتطلب دقة وإتقاناً فسلامة الملاحين تعتمد بشكل كبير على جودة وموثوقية التوقيع على الخريطة. ومن هنا يجب على الملاحين الذين يقومون بأعمال الخرائط توخي أعلى درجات الانتباه والعناية، فالتوقيع الخاطئ لخط سير مثلا أو موقع يمكن أن يقود السفينة في اتجاه خاطئ وقد يكون ذاك الاتجاه مليئا بالأخطار. وغالباً ما يلاحظ الاعتماد الكبير في هذه الأيام على جهاز GPS على السفن نظراً لدقة مواقع هذا الجهاز في البحار المفتوحة ولكن هذا لا يلغي وجوب حيطة الملاح من دقة مواقع هذا الجهاز.

وتحفيزنا للملاح على استخدام أساليب تحديد الموقع التي ناقشناها أعلاه ليست إلا كونها أساليب واعدة لتحسين مهارات الملاحين.